نشرت وسائل الإعلام الأمريكية خبرا مفاده أن حكام كرة السلة الأمريكية سيفتحون خطا مباشرا – عبر وسائل التواصل الاجتماعي – لمناقشة قراراتهم التي اتخذوها بعد كل مباراة لتوضيح ملابسات أي قرار مثير للجدل تم اتخاذه. الفكرة في حد ذاتها ابتكارية وذات مردود إيجابي على الجمهور الذي يبحث دائما عن رأي الحكم في ما اتخذه من قرارات جدلية أو غير واضحة.
ليت أن الفكرة تطبق محليا على مستوى كل الرياضات وخصوصا رياضة كرة القدم التي يثار حول قرارات حكامها بعد كل مباراة – تقريبا – لغط طويل. ولو تم دفع الفكرة لمساحة أكبر، يمكن تعميمها على القطاعات الحكومية والأهلية أيضا. فكثير من القطاعات تشتكي من قرارات المديرين غير المتساوقة مع الواقع أو المأمول. والتركيز هنا على المدير وليس القائد.. فالفرق كبير رغم أن البعض يخلط بينهما.
المدير – بشكل عام – هو الشخص الذي يتعامل مع الأنظمة الجامدة، ويضع حاجزا بينه وبين مرؤوسيه، ويعتمد على الرقابة والقوانين والأنظمة لتجنب المشاكل والأخطاء ومسؤوليتهما.. والأهم أنه يلزم الآخرين بنص النظام ويحكمهم به.. وفي النهاية يهتم بأن يكون وحده في الصورة الإيجابية أمام رؤسائه.
أما القائد – بشكل عام أيضا – فهو المبدع في إدارته، صاحب الرؤية المستقبلية.. يهتم بتطوير العنصر البشري في قطاعه والحفاظ على روحه المعنوية العالية.. يتحمل الأخطاء والمشاكل ويحمي كل موظفيه ويتحمل مسؤوليتهم. يكسب أتباعاً ويصنع متميزين في قطاعه ليرتقي به. يستخدم أسلوب الزمالة ويشارك الآخرين في القرارات والتوجيهات والتعاميم الخاصة بآلية العمل.. العلامة الفارقة: الجميع يعمل بروح الفريق الواحد.
فرض فكرة مناقشة القرارات والتعميمات والتوجيهات التي تصدر من الإدارة للموظفين – خصوصا تلك التي تتعلق بهم أو بإجراءاتهم اليومية مع الجمهور –.. يعتبر خطوة ايجابية في صناعة القادة.. أو على الأقل، ترغم المديرين على التصرف كقادة وتنحيهم كثيرا عن الاستبداد الإداري الذي تشكو منه بعض القطاعات. فبعض المديرين يصدرون قرارات خارج السرب.. وربما تحمل طابع الأهواء الخاصة.. من تُفرض عليهم هم من يعانون ويلاتها.
تعميم الفكرة يعني أن كل من يصدر قرارات أو توجيهات أو تعميمات في القطاعات التي لها علاقة بالجمهور، سيكون عرضة للمناقشة والمراجعة والانتقاد.. وبالتالي سيتقلص الاستبداد الإداري.. وسيقل عدد قرارات الأهواء والميولات والرغبات الخاصة.. وسنصنع إدارة بالقيادة.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
ليت أن الفكرة تطبق محليا على مستوى كل الرياضات وخصوصا رياضة كرة القدم التي يثار حول قرارات حكامها بعد كل مباراة – تقريبا – لغط طويل. ولو تم دفع الفكرة لمساحة أكبر، يمكن تعميمها على القطاعات الحكومية والأهلية أيضا. فكثير من القطاعات تشتكي من قرارات المديرين غير المتساوقة مع الواقع أو المأمول. والتركيز هنا على المدير وليس القائد.. فالفرق كبير رغم أن البعض يخلط بينهما.
المدير – بشكل عام – هو الشخص الذي يتعامل مع الأنظمة الجامدة، ويضع حاجزا بينه وبين مرؤوسيه، ويعتمد على الرقابة والقوانين والأنظمة لتجنب المشاكل والأخطاء ومسؤوليتهما.. والأهم أنه يلزم الآخرين بنص النظام ويحكمهم به.. وفي النهاية يهتم بأن يكون وحده في الصورة الإيجابية أمام رؤسائه.
أما القائد – بشكل عام أيضا – فهو المبدع في إدارته، صاحب الرؤية المستقبلية.. يهتم بتطوير العنصر البشري في قطاعه والحفاظ على روحه المعنوية العالية.. يتحمل الأخطاء والمشاكل ويحمي كل موظفيه ويتحمل مسؤوليتهم. يكسب أتباعاً ويصنع متميزين في قطاعه ليرتقي به. يستخدم أسلوب الزمالة ويشارك الآخرين في القرارات والتوجيهات والتعاميم الخاصة بآلية العمل.. العلامة الفارقة: الجميع يعمل بروح الفريق الواحد.
فرض فكرة مناقشة القرارات والتعميمات والتوجيهات التي تصدر من الإدارة للموظفين – خصوصا تلك التي تتعلق بهم أو بإجراءاتهم اليومية مع الجمهور –.. يعتبر خطوة ايجابية في صناعة القادة.. أو على الأقل، ترغم المديرين على التصرف كقادة وتنحيهم كثيرا عن الاستبداد الإداري الذي تشكو منه بعض القطاعات. فبعض المديرين يصدرون قرارات خارج السرب.. وربما تحمل طابع الأهواء الخاصة.. من تُفرض عليهم هم من يعانون ويلاتها.
تعميم الفكرة يعني أن كل من يصدر قرارات أو توجيهات أو تعميمات في القطاعات التي لها علاقة بالجمهور، سيكون عرضة للمناقشة والمراجعة والانتقاد.. وبالتالي سيتقلص الاستبداد الإداري.. وسيقل عدد قرارات الأهواء والميولات والرغبات الخاصة.. وسنصنع إدارة بالقيادة.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com